

قلت للاستاذ نجيب محفوظ: انت دائم الحديث عن سعد زغلول ومصطفي النحاس وايام حزب الوفد حتي انك لا تتحدث عن سعد الا وتدمع عيناك, لكن في عالمنا اليوم ماذا بقي من تراث الوفد؟
قال: لقد تربينا علي مبادئ مهمه يجب الا تتغير مثل مبدا الوحده الوطنيه الذي هو العنصر الحافظ لهذه الامه علي مدي السنين, لقد حاول الاستعمار ان ينفذ الينا من خلال التفرقه بين عنصري الامه لكنه فشل وكتب اللورد كرومر في مذكراته انه وجد الفرق الوحيد بين المسلم والمسيحي في مصر هو ان الاول يصلي في الجامع والثاني في الكنسيه ثم هناك مبدا اخر متصل بالوحده الوطنيه وهو ان الدين لله والوطن للجميع, وهذا يوكد فصل الدين عن الدوله وهو ما قامت عليه الحكومات المتتاليه طوال تاريخ مصر,
او في المجال الخارجي فهناك مبدا الاستقلال الوطني وهو مبدا يكتسب اهميه خاصه في عصرنا هذا الذي تسيطر فيه قوه عظمي واحده علي العالم وتعطي نفسها حق التدخل في شئون الاخرين, ويتصل بهذا المبدا جانبه الداخلي وهو التحرر من حكم الفرد وهو مانسميه الديمقراطيه ولقد جد علينا اليوم جديد وهو ان القوه العظمي اصبحت تطالب بالديمقراطيه في الوقت الذي كان الاستعمار في السابق يعارض ذلك وهنا فلايجب ان نرفض الديمقراطيه لمجرد ان الولايات المتحده تطالب بها بل يجب ان يكون موقفنا في ذلك ثابتا فالديمقراطيه هي مطلب وطني اصيل تربينا عليه منذ ثوره1919.
قلت: الم تضف الايام في رايك ايه مبادئ جديده لما تربي عليه جيلكم؟
قال: بل اضافت واهم ما اضافته هو حقوق الانسان, لكنها اضافه تتفق تماما مع مبادئ الوفد وما كان يمثله طوال تاريخه.
قضايا و اراء
بقلم : محمد سلماوي