انه نجيب محفوظ.. واحد من اولئك البشر الذين ما ان يصادفهم المرء حتي تكتسب حروف الكلمات بشاشه ودفئا.. فالرجل الذي احتفي به العالم كله وسلطت عليه الاضواء كما لم تسلط علي اديب مصري من قبل, واطلق عليه النقاد الاجانب القابا من قبيل بلزاك مصر وتشيكوف العرب وزولا النيل, والذي طور شكل ولغه الفن الروائي العربي لم ينتبه الغرور قط ولم يغير من عاداته اليوميه ولا جولاته في شوارع المحروسه, وعلي شاطيء نيلها بعد فوزه بجائزه نوبل او عقب تلقيه للتهديدات بالاغتيال عقب ان كفره شيوخ الارهاب.. ظل نجيب محفوظ بدماثه خلقه وادبه الجم وتواضعه الشديد يدا ممدوده مرحبه وهامه جليله, ووجها سمحا ينحني قليلا للامام عند مصافحته لاي شخص او عند مجاهدته لالتقاط الحروف المتلاحقه علي شفاه الاخرين..
سناء صليحه
ثقافه و فنون
- ذكريات (16)
- شخصيتة (11)
- عاداته (7)
- أصداء السيرة الذاتية (6)
- المقاهي (4)
- سعد زغلول (4)
- المجالس المحفوظية (3)
- الحب الاول (2)
04/10/2008
ابراهيم عبد العزيز وسيره نجيب محفوظ
يمضي ابراهيم عبد العزيز مع صفحات كتابه المحتشده بالماده الوفيره عن نجيب محفوظ, عاكفه علي سيره حياته, لم يترك فيها شارده ولا وارده, وانما جمعها بداب وحرص شديدين من كل المصادر والمراجع, ومن بينها حواراته الشخصيه مع نجيب محفوظ ومع الاخرين, ثم صنف مصادر كتابه, وجعل كاتبنا الكبير يحكي عبر الصفحات, وطبقا لما جاء في هذه المصادر عن طفولته وصباه واحلامه, وبيته, وعن رمضان شهر الحريه, وعن طبقته الوسطي, واسعد اوقاته, وعن شقاواته, ويوم ان بكي, وعن حنان امه, واسرع هداف في زمانه, وعن شبابه وجهاد نفسه, وفضل مدرس اللغه العربي, وافكاره الكاريكاتوريه, وكيف انه لو لم يكن كاتبا لاصبح مغنيا, واخطر مرحله في حياته, وعن توفيق الحكيم معلم الجميع, ونبوءه العقاد, والمربي الادبي له, والافلاس, والشك, والقصص القراني, والسكرتير البرلماني, ومندوب السفاره البريطانيه, وحكايته مع الثوره وعبد الناصر, وكيف انه يمثل جيل النكسات, وكيف قرا عبد الناصر الثلاثيه, وغيبه الوعي, ومظاهرات الطلبه, واسوا مورخ, ورفضه مقابله حسن البنا, والتلاعب بالدرجات العلميه, ودفاعه عن اساتذه الجامعه
وانه لايعترف الا بالفصحي, ودلال الالهام, وعن النقد معه وضده, وعلي المقهي, وعن حبه وزواجه, وابنتيه, وشارع النساء, وجائزه نوبل والسوال الخبيث, ومتاعب ما بعد نوبل, واحلام ليست للنشر, وارذل العمر, والعدل والديمقراطيه, وزوجي نجيب محفوظ, قلت ان ابراهيم عبد العزيز لم يترك شارده ولا وارده, مضيفا بهذا الكتاب حلقه ضخمه ومهمه في سلسله الكتب التي قدمت لنا نحن القراء نجيب محفوظ الانسان والمبدع, واقترب اصحابها منه فكانوا موضع ثقته وفضفضته وذكرياته. صحيح ان النقد الادبي لم يعد يقيم وزنا كبيرا لما يقوله المبدع عن نفسه, علي اساس ان اعماله الابداعيه وحدها هي محل الاهتمام, لكن تظل لهذه الحكايات والاسرار والتفاصيل الصغيره اهميتها في الكشف عن السياق الذي دارت فيه حياه المبدع وولدت من خلال كتاباته. وابراهيم عبد العزيز بهذا الكتاب الجميل, الذي لابد ان اعداده استغرق جهدا هائلا وزمنا طويلا يضيف الي كتبه واصداراته السابقه عن توفيق الحكيم ويحيي حقي وطه حسين والدكتور حسين فوزي وصبري العسكري وغيرهم, التي لابد من قراءتها وتاملها والاستمتاع بها, باعتبارها مراجع ومصادر اساسيه لمعرفه هولاء
الكبار حق المعرفه والوعي بكتاباتهم وابداعاتهم في ضوء هذه المعرفه الكاشفه.
لقد اتسعت حياه نجيب محفوظ, وامتدت طولا وعرضا وعمقا, حتي تجاوز التسعين, متيحه للعاكفين علي سيرته وابداعه ماده حيه نادره, لن يتوقف صدورها خلال ايامنا والايام القادمه, وهو بعض من عطر الخلود.
بقلم : فاروق شوشه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق