انه نجيب محفوظ.. واحد من اولئك البشر الذين ما ان يصادفهم المرء حتي تكتسب حروف الكلمات بشاشه ودفئا.. فالرجل الذي احتفي به العالم كله وسلطت عليه الاضواء كما لم تسلط علي اديب مصري من قبل, واطلق عليه النقاد الاجانب القابا من قبيل بلزاك مصر وتشيكوف العرب وزولا النيل, والذي طور شكل ولغه الفن الروائي العربي لم ينتبه الغرور قط ولم يغير من عاداته اليوميه ولا جولاته في شوارع المحروسه, وعلي شاطيء نيلها بعد فوزه بجائزه نوبل او عقب تلقيه للتهديدات بالاغتيال عقب ان كفره شيوخ الارهاب.. ظل نجيب محفوظ بدماثه خلقه وادبه الجم وتواضعه الشديد يدا ممدوده مرحبه وهامه جليله, ووجها سمحا ينحني قليلا للامام عند مصافحته لاي شخص او عند مجاهدته لالتقاط الحروف المتلاحقه علي شفاه الاخرين..
سناء صليحه
ثقافه و فنون
- ذكريات (16)
- شخصيتة (11)
- عاداته (7)
- أصداء السيرة الذاتية (6)
- المقاهي (4)
- سعد زغلول (4)
- المجالس المحفوظية (3)
- الحب الاول (2)
03/12/2008
مستر بريتشارد
من بين الاعلاميين البريطانيين الكبار الذين توافدوا علي الاستاذ نجيب محفوظ في مكتبه ب الاهرام بعد حصوله علي جائزه نوبل كان رجل ال بي بي سي الشهير جوناثان دمبلبي الذي جاء يجري معه حديثا مطولا عن حياته واعماله. وبينما كان الفنيون يختارون زاويه التصوير ويعدون الاضاءه المناسبه اخذ دمبلبي يدردش مع الاستاذ حول مختلف الاشياء, وكان محفوظ يرد عليه بابتسامه وود دون اهتمام زائد, باعتبار ان ذلك الحديث مجرد ملء فراغ الوقت الي ان يبدا التصوير. لكن فجاه برقت عينا الاستاذ وبدا عليه الاهتمام حين قال له الاعلامي البريطاني: علي فكره لقد حملني مستر بريتشارد سلاما خاصا اليك, وحسنا انني تذكرت ذلك قبل ان نبدا التسجيل فننسي كل شيء.
قال له محفوظ في لهفه: هل قلت مستر بريتشارد؟
فرد دمبلبي: نعم هذا هو اسمه, ان لم تخني الذاكره.
فقال له نجيب محفوظ: لم اكن اعرف انه مازال علي قيد الحياه, لقد كان استاذي بكليه الاداب عام1934, وكان شابا انذاك, لكن ذلك مضي عليه سنوات طويله, كما انني لم اكن مرتبطا به بشكل وثيق, فقد كان ذلك وقت الاستعمار البريطاني لمصر وكانت العلاقات متوتره, فيما بيننا, لذلك فلم اكن اتصور ان يتذكرني.
فقال له دمبلبي: لكن ها انت تتذكره.
فرد الاستاذ: انني لا انسي اساتذتي ابدا, فهم في جميع الاحوال اساتذه تعلمت منهم الكثير وادين لهم بالفضل, اما بريتشارد علي الاخص فقد كان يدرس لنا علم الاجتماع وكان استاذا موهوبا حقا, وقد اصبح بعد ذلك واحدا من اهم اساتذه الاجتماع في اوروبا في فتره الخمسينيات والستينيات, وكنت اسمع عنه الكثير, لكنني لم اسمع عنه في السنوات الاخيره, وانا سعيد انه مازال علي قيد الحياه.
فقال دمبلبي: لقد تحدث الي طويلا عنك, وقال انك كنت تمتلك ما سماه نبوغا صامتا, اي انك لم تكن تتحدث كثيرا لكنه كان يشعر بنبوغك دون ان تعلن عنه, وقد كان يتصور انك ستصبح استاذا للفلسفه وليس كاتبا روائيا, وتصور في البدايه ان هناك تشابها في الاسماء بين تلميذه بجامعه فواد الاول بالقاهره في الثلاثينيات والكاتب الروائي الذي كان اول عربي يفوز بجائزه نوبل في الادب, ثم حين شاهد صورتك تعرف عليك علي الفور وقال: لم اكن اعرف انه موهوب في الادب ايضا لكني سعيد انه فاز بنوبل وارجوك ان تنقل له تهنئتي وتقول له انه منحني ما لم يمنحه لي احد من قبل, فقد كان لي تلاميذ كثيرون في مصر وفي بريطانيا, لكن نجيب محفوظ وحده هو الذي اعطاني الحق في ان اقول للناس ان تلاميذي يحصلون علي جوائز نوبل!
حوارات نجيب محفوظ
يكتبها : محمد سلماوي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق