كنت قد سمعت من الاستاذ محمد حسنين هيكل انه ظل يطارد نجيب محفوظ سنوات طويله الي ان انضم الي اسره الاهرام, فسالت الاستاذ نجيب في ذلك فقال: كان اول اتصال لي ب الاهرام في عام1957 بعد شهور قليله من تولي الاستاذ محمد حسنين هيكل رئاسه تحريره, كنت في منزل احسان عبدالقدوس الذي تفضل باقامه حفل علي شرفي بمناسبه حصولي في ذلك العام علي جائزه الدوله, وهناك قابلت الاستاذ علي حمدي الجمال, مدير تحرير الاهرام الذي قال لي: انا اتحدث اليك باسم الاستاذ هيكل وهو يعرض عليك ان تنشر عملك القادم في الاهرام كنت في ذلك الوقت متوقفا عن الكتابه منذ كتبت الثلاثيه فشكرت الجمال وقلت له اعدك بذلك, وبعد حوالي سنتين وجدتني اعود للكتابه مره اخري بروايه اولاد حارتنا فكانت هي اول عمل ينشر لي في الاهرام
والحقيقه ان الاستاذ هيكل كان يعاملنا باحترام كبير جدا فكان اذا اراد ان يناقش معنا احد الموضوعات صعد الينا بنفسه, ولم يحدث ان استدعي احدا منا الي مكتبه, في الوقت الذي كان يستدعي فيه الوزراء وكبار المسئولين وكانوا ياتون سعداء.
والحقيقه ان انتقالي الي الاهرام يمثل نقطه تحول في حياتي, فقد كنت قبل ذلك حين اكمل عملا ابعث به الي الناشر ليصدر في كتاب, اما الان فكان كل عمل جديد لي ينشر مسلسلا في الاهرام قبل صدوره في كتاب وكان بذلك يصل الي قطاعات جديده من القراء لاتشتري الكتب
محمد سلماوي
انه نجيب محفوظ.. واحد من اولئك البشر الذين ما ان يصادفهم المرء حتي تكتسب حروف الكلمات بشاشه ودفئا.. فالرجل الذي احتفي به العالم كله وسلطت عليه الاضواء كما لم تسلط علي اديب مصري من قبل, واطلق عليه النقاد الاجانب القابا من قبيل بلزاك مصر وتشيكوف العرب وزولا النيل, والذي طور شكل ولغه الفن الروائي العربي لم ينتبه الغرور قط ولم يغير من عاداته اليوميه ولا جولاته في شوارع المحروسه, وعلي شاطيء نيلها بعد فوزه بجائزه نوبل او عقب تلقيه للتهديدات بالاغتيال عقب ان كفره شيوخ الارهاب.. ظل نجيب محفوظ بدماثه خلقه وادبه الجم وتواضعه الشديد يدا ممدوده مرحبه وهامه جليله, ووجها سمحا ينحني قليلا للامام عند مصافحته لاي شخص او عند مجاهدته لالتقاط الحروف المتلاحقه علي شفاه الاخرين..
سناء صليحه
ثقافه و فنون
- ذكريات (16)
- شخصيتة (11)
- عاداته (7)
- أصداء السيرة الذاتية (6)
- المقاهي (4)
- سعد زغلول (4)
- المجالس المحفوظية (3)
- الحب الاول (2)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق