
سالت الاستاذ عن احب المقاهي الي قلبه, فقال: ان هذا السوال يساوي تماما السوال عن احب اعماله الي نفسه, فقد ارتبط محفوظ عاطفيا بالمقاهي التي كان يرتادها في مراحل مختلفه من حياته, والتي كان اولها هو مقهي قشتمر, الذي مازال موجودا والذي اطلق محفوظ اسمه علي اخر روايه كتبها وفاز بجائزه نوبل اثناء نشرها مسلسله في الاهرام.
ويروي الاستاذ ان مقهي قشتمر بالعباسيه, والذي يعتقد محفوظ انه اتخذ اسمه من احد وزراء المماليك, لم يكن يبعد كثيرا عن مقهي عرابي الشهير الذي كان يرتاده الادباء الكبار من الجيل السابق لمحفوظ, لذا لم يجرو جيل محفوظ علي ارتياده الا بعد ان رحل جميع افراد ذلك الجيل.
ورغم ان قشتمر يحتل مكانا فريدا في التاريخ المحفوظي باعتباره اول مقهي يرتاده محفوظ بشكل منتظم, فان من اكثر المقاهي التي ارتبط بها محفوظ وجدانيا مقهي الفيشاوي بخان الخليلي, والذي لم يكن يرتاده الا في رمضان, حيث كان يدور فيه السمر من بعد الافطار وحتي امساك فجر اليوم التالي, لكن هذا المقهي كان في ذلك الوقت يحتل اضعاف المساحه التي يحتلها الان, فقد كان من اكبر مقاهي المدينه, وقد روي لي احد اصحاب المقهي قبل رحيله انه لن ينسي ابدا احدي امسيات شهر رمضان حين حضر الي المقهي احد المتخصصين في القافيه, والذي لم يكن يجاريه احد, وان نجيب محفوظ دخل له قافيه كما كان يقال وظل طوال الليل يرد عليه باقوي مما كان ياتي به وينهي قوله كالمعتاد بعباره اشمعني؟, الي ان ادرك الرجل انه هزم هزيمه نكراء فلم يعد ياتي الي المقهي بعد ذلك.
محمد سلماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق