
قال لي الاستاذ نجيب محفوظ: اعادتني تهنئتك لي بالمولد النبوي الشريف الي عهد الطفوله حين كان هذا اليوم من اهم ايام السنه بالنسبه لنا, فقد كان يوما ترفع فيه كل الحواجز التي كانت مفروضه علينا وتلغي كل الممنوعات, فكنا نخرج كما نشاء لنلعب, وكنا نتاخر في العوده دون التقيد بمواعيد.
واذكر اننا حين انتقلنا الي العباسيه كانت هناك ارض فضاء كبيره كنا نسميها ارض مولد النبي, لان احتفالات المولد كانت تقام فيها كل سنه, حيث كانت تنصب السرادقات وكانت فرق الانشاد الديني والذكر تقدم فنونها طوال الليل, فتنشد المدائح النبويه وتقدم ارقي الفنون.
لقد كانت الدوله تهتم في الماضي بهذه المناسبه اهتماما كبيرا, فكانت تشارك في الاحتفال جميع الوزارات, فتقدم كل وزاره سرادقا خاصا بها تتباري من خلاله مع بقيه السرادقات في تقديم فنون المدائح والاناشيد النبويه, وكان موظفو كل وزاره يذهبون الي سرادق وزارتهم مع اسرهم, ويقومون بتشجيع الفرق المشاركه في الاحتفال.
لقد انطبعت في ذهني منذ الصغر موسيقي هذه الاحتفالات والانشاد الجميل الذي كانوا يقدمونه من عام الي عام, ولقد توقفت كثيرا عند ما كانت تقدمه فرق الصوفيه بالذات, لما كان فيه من بعد فني فلسفي يخلب الالباب.
اني اذكر علي سبيل المثال انني اول ما عرفت محمد عبدالوهاب كان في هذه السرادقات, حيث كان يتردد عليها ويقوم بغناء المدائح النبويه بهذه المناسبه, باعتباره منتميا للطريقه الصوفيه, وكانوا يقدمونه بحفاوه كبيره من جانب الجمهور, فيقدم بعض الاناشيد النبويه ثم يدخل علي اغنيه احب اشوفك كل يوم, قاصدا الرسول عليه الصلاه والسلام.
ثم يضيف الاستاذ.. ولم تكن المناسبه قاصره علي هذه الاحتفالات الفنيه وحدها, بل كانت هناك مثلا الالعاب الناريه التي كنت اشاهدها في السماء كل سنه فانبهر بها اشد الانبهار, وانا لا اذكر انني شاهدت طوال حياتي العابا ناريه بهذه العظمه في اي مناسبه اخري
محمد سلماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق