.jpg)
كنا نقلب في بعض الصور القديمه لاختيار بعضها كي نرسلها لناشر الماني كان يريد اصدار مجلد عن حياه الادباء العالميين الفائزين بجائزه نوبل من خلال صورهم, ووقعت عيناي علي صوره قديمه للاستاذ نجيب محفوظ في مقتبل شبابه وهو يرتدي الطربوش والبابيون فسالته ماهي حكايتك يا استاذ نجيب مع الطربوش, ومتي اقلعت عن ارتدائه؟
قال: حكايتي انني كنت حبيسا في هذا الطربوش مثل باقي الشعب المصري, فقد كان مفروضا علينا فرضا ومنذ الصغر كان لبس المدرسه الرسمي هو البنطلون الشورت والقميص والطربوش, واذكر ان الطربوش كان كثيرا مايضيع مني في المدرسه, او كنت انا او احد زملائي نجلس عليه دون ان ندري فنفسده, وكان اكثر مايضايقني هو حين اضطر لكيه.
ولقد تصورت انني حين اكبر لن يمثل الطربوش لي مشكله مثلما كان وقت المدرسه, لكن الحقيقه انه كان يمثل لي الازعاج نفسه في الكبر, فلم يكن من الممكن ان ادخل علي مديري في العمل دون ان يكون الطربوش علي راسي, ولاكان المدير نفسه يستطيع ان ياتي الي العمل بدونه والا تعرض للاستهجان وربما للاستهزاء ايضا, ومع ذلك فلم يكن الطربوش مفيدا في شيء فقد كان يجعلني اتصبب عرقا في الصيف دون ان يحمي وجهي من الشمس مثل البرنيطه, كما انه كان في نظر جيلي يعتبر رمزا للتبعيه الي الاتراك في وقت كانت مصر تسعي للاستقلال عن الامبراطوريه العثمانيه.
حوارات نجيب محفوظ
يكتبها محمد سلماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق