انه نجيب محفوظ.. واحد من اولئك البشر الذين ما ان يصادفهم المرء حتي تكتسب حروف الكلمات بشاشه ودفئا.. فالرجل الذي احتفي به العالم كله وسلطت عليه الاضواء كما لم تسلط علي اديب مصري من قبل, واطلق عليه النقاد الاجانب القابا من قبيل بلزاك مصر وتشيكوف العرب وزولا النيل, والذي طور شكل ولغه الفن الروائي العربي لم ينتبه الغرور قط ولم يغير من عاداته اليوميه ولا جولاته في شوارع المحروسه, وعلي شاطيء نيلها بعد فوزه بجائزه نوبل او عقب تلقيه للتهديدات بالاغتيال عقب ان كفره شيوخ الارهاب.. ظل نجيب محفوظ بدماثه خلقه وادبه الجم وتواضعه الشديد يدا ممدوده مرحبه وهامه جليله, ووجها سمحا ينحني قليلا للامام عند مصافحته لاي شخص او عند مجاهدته لالتقاط الحروف المتلاحقه علي شفاه الاخرين..
سناء صليحه
ثقافه و فنون
- ذكريات (16)
- شخصيتة (11)
- عاداته (7)
- أصداء السيرة الذاتية (6)
- المقاهي (4)
- سعد زغلول (4)
- المجالس المحفوظية (3)
- الحب الاول (2)
29/09/2008
الطربوش
كنا نقلب في بعض الصور القديمه لاختيار بعضها كي نرسلها لناشر الماني كان يريد اصدار مجلد عن حياه الادباء العالميين الفائزين بجائزه نوبل من خلال صورهم, ووقعت عيناي علي صوره قديمه للاستاذ نجيب محفوظ في مقتبل شبابه وهو يرتدي الطربوش والبابيون فسالته ماهي حكايتك يا استاذ نجيب مع الطربوش, ومتي اقلعت عن ارتدائه؟
قال: حكايتي انني كنت حبيسا في هذا الطربوش مثل باقي الشعب المصري, فقد كان مفروضا علينا فرضا ومنذ الصغر كان لبس المدرسه الرسمي هو البنطلون الشورت والقميص والطربوش, واذكر ان الطربوش كان كثيرا مايضيع مني في المدرسه, او كنت انا او احد زملائي نجلس عليه دون ان ندري فنفسده, وكان اكثر مايضايقني هو حين اضطر لكيه.
ولقد تصورت انني حين اكبر لن يمثل الطربوش لي مشكله مثلما كان وقت المدرسه, لكن الحقيقه انه كان يمثل لي الازعاج نفسه في الكبر, فلم يكن من الممكن ان ادخل علي مديري في العمل دون ان يكون الطربوش علي راسي, ولاكان المدير نفسه يستطيع ان ياتي الي العمل بدونه والا تعرض للاستهجان وربما للاستهزاء ايضا, ومع ذلك فلم يكن الطربوش مفيدا في شيء فقد كان يجعلني اتصبب عرقا في الصيف دون ان يحمي وجهي من الشمس مثل البرنيطه, كما انه كان في نظر جيلي يعتبر رمزا للتبعيه الي الاتراك في وقت كانت مصر تسعي للاستقلال عن الامبراطوريه العثمانيه.
حوارات نجيب محفوظ
يكتبها محمد سلماوي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق