
اكثر المرات التي بدا فيها التاثر علي اديبنا الاكبر نجيب محفوظ فتهدج صوته واغرورقت عيناه بالدمع كانت حين تحدث عن رحيل زعيمه الوطني المفضل سعد زغلول.
قال: لقد كان ذلك هو اسوا يوم في حياتي وساظل اذكره وكانه كان بالامس فقط, لقد كان ذلك يوم الثلاثاء23 اغسطس عام1927, كنت صبيا لم ابلغ ال16 من عمري بعد, لكن وجداني كله كان مشتعلا بثوره1919 وبحب زعيمها سعد باشا زغلول.
وفي احد الايام عاد والدي الي المنزل ومعه عريضه توكيل سعد باشا نائبا عن الشعب في التفاوض من اجل الاستقلال وقام والدي بتوقيعها امامي كما وضعت والدتي التي لم تكن تكتب ولا تقرا بصمتها ايضا علي العريضه.
ورغم صغر سني في تلك الفتره فانني كثيرا ما شاركت في المظاهرات المطالبه بالاستقلال وكان زملائي يسقطون حولي برصاص الجنود الانجليز.
ثم يمسح الاستاذ من عينه دمعه لم يشا لها ان تنهمر وهو يقول: لقد كان سعد باشا زعيما وطنيا ليس له مثيل وكانت شخصيته ثريه ومتعدده الجوانب, فقد كان قانونيا وسياسيا وكان اديبنا مفوها ومثقفا كبيرا, ورغم عقليته الجباره فقد كان صاحب قلب كبير وكان جميع المصريين يعتبرونه والدا لهم يقفون مع من يناصره ويعادون من يعارضه, لذلك فقد كان رحيله اقسي علي من رحيل والدي الذي توفي وانا طفل صغير, فلم اشعر بفداحه رحيله مثلما حدث عند وفاه سعد وانا شاب.
حوارات نجيب محفوظ
يكتبها محمد سلماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق