انه نجيب محفوظ.. واحد من اولئك البشر الذين ما ان يصادفهم المرء حتي تكتسب حروف الكلمات بشاشه ودفئا.. فالرجل الذي احتفي به العالم كله وسلطت عليه الاضواء كما لم تسلط علي اديب مصري من قبل, واطلق عليه النقاد الاجانب القابا من قبيل بلزاك مصر وتشيكوف العرب وزولا النيل, والذي طور شكل ولغه الفن الروائي العربي لم ينتبه الغرور قط ولم يغير من عاداته اليوميه ولا جولاته في شوارع المحروسه, وعلي شاطيء نيلها بعد فوزه بجائزه نوبل او عقب تلقيه للتهديدات بالاغتيال عقب ان كفره شيوخ الارهاب.. ظل نجيب محفوظ بدماثه خلقه وادبه الجم وتواضعه الشديد يدا ممدوده مرحبه وهامه جليله, ووجها سمحا ينحني قليلا للامام عند مصافحته لاي شخص او عند مجاهدته لالتقاط الحروف المتلاحقه علي شفاه الاخرين..
سناء صليحه
ثقافه و فنون
- ذكريات (16)
- شخصيتة (11)
- عاداته (7)
- أصداء السيرة الذاتية (6)
- المقاهي (4)
- سعد زغلول (4)
- المجالس المحفوظية (3)
- الحب الاول (2)
24/09/2008
يوم الخميس
يوم الخميس كان مخصصا في الأصل للقاءين، الأول في مقهي عرابي بالعباسية مع أصدقاء الطفولة والشباب، في نهاية السبعينيات اغلق المقهي وتم تقسيمه الي متاجر، في نفس الوقت كان معظم افراد شلة العباسية قد تولي رحيلهم ومن أمتد به الأجل حتي الآن لم يعد يخرج من بيته لمرض أو شيخوخة، مع بداية الثمانينيات توقف الاستاذ عن الذهاب الي مقهي عرابي بعد اختفاء المقهي نفسه، منذ ان سمح لي بالتردد علي المقهي في منتصف الستينيات، كان يمضي فيه ساعتين بالضبط، من السادسة الي الثامنة، وعندما يحين وقت انصرافه، يمضي سيرا علي الأقدام الي كبابجي شهير قريب من ميدان الجيش، يكون الكيلو في انتظاره ملفوفا. ومن حلواني قريب يأخذ كيلو البسبوسة، يستقل عربة أجرة الي الهرم حيث منزل الكاتب الساخر محمد عفيفي رحمه الله ومقر لقاء الحرافيش لأكثر من ثلاثة عقود، الطريف ان الاستاذ توقف عن احضار الحلوي بعداكتشافه اصابته بالسكر في بداية الستينيات.يوم الجمعة تنقل اللقاء بين اكثر من مكان واستقر حتي السبعينيات في مقهي ريش ثم انتقل الي كازينو قصر النيل، السبت للأسرة، والاحد والاثنين والثلاثاء والاربعاء للكتابة، في شهور الصيف كان الثلاثاء موعدا خاصا للقائه في مقهي الفيشاوي، موعد لا يحضره إلا يوسف القعيد وكاتب هذه السطور
جمال الغيطاني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق