
عدد الخميس ٣١ آب ٢٠٠٦
غاب نجيب محفوظ! رحل بطريقة لم يكن يتمناها
حسن الختام والموت في هدوء هكذا كان يتمنى
وعندما سأله المسرحي محمد سلماوي: ماذا تقصد بحسن الختام؟ صمت قليلاً قبل أن يجيب: “كان لي أخوان مات أكبرهما بالسرطان، وكان يتعذب فى أيامه الأخيرة، بينما أخي الثاني شرب شاياً وأسند رأسه إلى كتفي ومات فى أقل من ثانية. أتمنى أن يكون موتي هكذا هادئاً
لكن محفوظ تعذب بالمرض في أيامه الأخيرة، وهو العاشق للحياة، العاشق للكتابة التي كان التوقف عنها ولو يوم واحداً يعني العذاب الأكبر في حياته. رحل نجيب محفوظ صاحب العقود التسعة وفوقها أربعة أعوام، بعدما هاجمت جسده أمراض الشيخوخة، ليستسلم في النهاية الجسد التسعيني النحيل الذي تكبد مشقة السفر في عالم الرواية طوال عقود وقاوم الشيخوخة تارة والسلطات طوراً، وكتّاب التقارير وصنّاع الطغاة، وسكاكين المتطرفين وكل الصعاب التي كادت تحول بينه وبين الكتابة مراراً
رحيله لا يعني فقط غياب روائي أخذنا إلى أدقّ التفاصيل في الأحياء والحارات المصرية، وعلّمنا كيف تكون الرواية تاريخاً ممتعاً، بل هو غياب لعصر كامل بقيمه، وغياب جيل اكتمل بنيانه الثقافي في ظل ليبرالية حقيقية كان محفوظ آخر رموزها
القاهرة ــ محمد شعير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق