انه نجيب محفوظ.. واحد من اولئك البشر الذين ما ان يصادفهم المرء حتي تكتسب حروف الكلمات بشاشه ودفئا.. فالرجل الذي احتفي به العالم كله وسلطت عليه الاضواء كما لم تسلط علي اديب مصري من قبل, واطلق عليه النقاد الاجانب القابا من قبيل بلزاك مصر وتشيكوف العرب وزولا النيل, والذي طور شكل ولغه الفن الروائي العربي لم ينتبه الغرور قط ولم يغير من عاداته اليوميه ولا جولاته في شوارع المحروسه, وعلي شاطيء نيلها بعد فوزه بجائزه نوبل او عقب تلقيه للتهديدات بالاغتيال عقب ان كفره شيوخ الارهاب.. ظل نجيب محفوظ بدماثه خلقه وادبه الجم وتواضعه الشديد يدا ممدوده مرحبه وهامه جليله, ووجها سمحا ينحني قليلا للامام عند مصافحته لاي شخص او عند مجاهدته لالتقاط الحروف المتلاحقه علي شفاه الاخرين..
سناء صليحه
ثقافه و فنون
- ذكريات (16)
- شخصيتة (11)
- عاداته (7)
- أصداء السيرة الذاتية (6)
- المقاهي (4)
- سعد زغلول (4)
- المجالس المحفوظية (3)
- الحب الاول (2)
15/12/2009
روح شفافة خبرت جوهر الوجود
رغم أن د. زكي سالم ـ أديب ـ لايزكي أحدا علي الله إلا أنه يحسب' نجيب محفوظ' من أولياء الله الصالحين:' فمن يقرأ رواياته بعمق, أو يدرك معاني قصصه, ويتأمل ببصيرة' الحرافيش' و' أصداء السيرة الذاتية' و' أحلام فترة النقاهة' يري روحانية خالصة, وإيمانا صافيا ينبع من روح شفافة خبرت جوهر الوجود, وذاقت معني الوصال
وتخصصي لسنوات في دراسة التصوف ساعدني علي تأمل أستاذي الأكبر عن قرب, فرأيته يجسد معاني التصوف الرائعة, فتواضعه كان صادقا, وبساطته صافية, وعاش مترفعا علي الصغائر, لم يتعلق بشيء, ولم يسع وراء مال, ولا جاه, ولا سلطة, ولا شهرة, فأتته الدنيا بما فيها, لكنها لم تدخل قلبه!
وعلي مدي سنوات طويلة, لم يحك لنا شيئا عن نفسه فيه عجب ولا خيلاء, ولم يكن يحب المديح, ويتقبل النقد برحابة وبشاشة, ويلتمس الأعذار للناس, ويحنو عليهم, ويذكر الآخرين بالخير أو يسكت عنهم, ويمقت الكراهية, ويحسن الإصغاء للناس, ويصمت طويلا, ويلخص آراءه في كلمات قليلة تمثل حكمة بالغة, ولم يكن ينتمي لأية طريقة, لكنه ذاق الصوفية فعرفها, وشكل تجربته الخاصة به, فعاش فنانا عاشقا لمخلوقات الله, ذواقة لجمال كونه, متبتلا في بديع صنعه, ومخلصا في عمله.
أصدقاء نجيب محفوظ يجددون ذكراه مساء كل جمعة
دنيا الثقافة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق