
رغم أن د. زكي سالم ـ أديب ـ لايزكي أحدا علي الله إلا أنه يحسب' نجيب محفوظ' من أولياء الله الصالحين:' فمن يقرأ رواياته بعمق, أو يدرك معاني قصصه, ويتأمل ببصيرة' الحرافيش' و' أصداء السيرة الذاتية' و' أحلام فترة النقاهة' يري روحانية خالصة, وإيمانا صافيا ينبع من روح شفافة خبرت جوهر الوجود, وذاقت معني الوصال
وتخصصي لسنوات في دراسة التصوف ساعدني علي تأمل أستاذي الأكبر عن قرب, فرأيته يجسد معاني التصوف الرائعة, فتواضعه كان صادقا, وبساطته صافية, وعاش مترفعا علي الصغائر, لم يتعلق بشيء, ولم يسع وراء مال, ولا جاه, ولا سلطة, ولا شهرة, فأتته الدنيا بما فيها, لكنها لم تدخل قلبه!
وعلي مدي سنوات طويلة, لم يحك لنا شيئا عن نفسه فيه عجب ولا خيلاء, ولم يكن يحب المديح, ويتقبل النقد برحابة وبشاشة, ويلتمس الأعذار للناس, ويحنو عليهم, ويذكر الآخرين بالخير أو يسكت عنهم, ويمقت الكراهية, ويحسن الإصغاء للناس, ويصمت طويلا, ويلخص آراءه في كلمات قليلة تمثل حكمة بالغة, ولم يكن ينتمي لأية طريقة, لكنه ذاق الصوفية فعرفها, وشكل تجربته الخاصة به, فعاش فنانا عاشقا لمخلوقات الله, ذواقة لجمال كونه, متبتلا في بديع صنعه, ومخلصا في عمله.
أصدقاء نجيب محفوظ يجددون ذكراه مساء كل جمعة
دنيا الثقافة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق