انه نجيب محفوظ.. واحد من اولئك البشر الذين ما ان يصادفهم المرء حتي تكتسب حروف الكلمات بشاشه ودفئا.. فالرجل الذي احتفي به العالم كله وسلطت عليه الاضواء كما لم تسلط علي اديب مصري من قبل, واطلق عليه النقاد الاجانب القابا من قبيل بلزاك مصر وتشيكوف العرب وزولا النيل, والذي طور شكل ولغه الفن الروائي العربي لم ينتبه الغرور قط ولم يغير من عاداته اليوميه ولا جولاته في شوارع المحروسه, وعلي شاطيء نيلها بعد فوزه بجائزه نوبل او عقب تلقيه للتهديدات بالاغتيال عقب ان كفره شيوخ الارهاب.. ظل نجيب محفوظ بدماثه خلقه وادبه الجم وتواضعه الشديد يدا ممدوده مرحبه وهامه جليله, ووجها سمحا ينحني قليلا للامام عند مصافحته لاي شخص او عند مجاهدته لالتقاط الحروف المتلاحقه علي شفاه الاخرين..
سناء صليحه
ثقافه و فنون
- ذكريات (16)
- شخصيتة (11)
- عاداته (7)
- أصداء السيرة الذاتية (6)
- المقاهي (4)
- سعد زغلول (4)
- المجالس المحفوظية (3)
- الحب الاول (2)
12/03/2009
المعجزة التي نسأل كيف حدثت
اعتقد أن الاستاذ تعهد علي تدريب نفسه بدأب غير مسبوق علي الاستغناء، لقد استغني تقريبا عن معظم ما هو خارجي عن نفسه مادي الطابع
استغني عن إغراءات الحياة وغوايات المتعة المستبدة. استغني عن الاحتياجات المادية، الا ما هو ضروري ليقيم الحياة
هل تعلمون أن ما أصبح يتعامل معه من متع الحياة المادية، انحصر فقط في ثلاث رشفات من فنجان قهوة وحيد، يترك معظمه، وثلاث سجائر. ماذكرت هو بالتحديد ما يحصل عليه الاستاذ من متع الحياة المادية، خلاف المأكل والرداء والدواء
المال وزعه بالكامل علي أسرته الصغيرة ومجتمعه الاكبر
لقد قام بتقسيم القيمة المالية لجائزة نوبل الي أربعة أنصبة تقابل عدد أفراد الاسرة الصغيرة. اعطي كل عضو في الاسرة نصيبه، بما فيهم هو نفسه. وماذا فعل بنصيبه؟ حار يومها في كيفية التصرف فيه وسألنا نحن المحيطين به، اقترحنا عليه اقتراحات شتي، فاجأنا بالتبرع بنصيبه لبريد الاهرام، ولم يترك التبرع مفتوحا، لكنه طلب ايداعه وديعة مصرفية وحدد أول ريع لها ليقدم الي جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، علي أن يترك لبريد الاهرام حرية توجيه ريع الوديعة في السنوات التالية
تأملت كثيرا لماذا الهلال الاحمر الفلسطيني؟
لماذا اختار الاستاذ ابن الحضارتين الفرعونية والاسلامية كما قدم نفسه في خطاب الاحتفال بتسليم جائزة نوبل للآداب، أقول لماذا اختار الهلال الاحمر الفلسطيني؟
في حدود اجتهادي، فانه أراد في الاساس توجيه نصيبه من المقابل المادي للجائزة الي عمل الخير كما هو واضح
ولكن، تري أي خير ومعاناة الانسان في هذه الدنيا تفوق قدرة الضمير علي الاحتمال؟
اعتقد أن الاستاذ سأل نفسه عنها، من هو بالضبط؟ هو في الاساس ، انسان مهموم بآلام البشرية. عربي مصري
يريد أن يسهم وأن يلفت الانظار الي مأساة جسيمة، فاتجه حسب ماقادته بصيرته، الي الهلال الاحمر الفلسطيني
جمعية مدنية لانقاذ ضحايا شعب عربي، عاني فوق طاقة البشر، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي في قمة تقدمه المادي، مع نهاية الالفية الثانية بعد ميلاد السيد المسيح الذي بشر قائلا: 'أحبوا أعداءكم'
هو دائما يريد أن يلفت الانظار، حتي عندما تموج النفس والدنيا جميعا بالافراح
نعيم صبري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق