انه نجيب محفوظ.. واحد من اولئك البشر الذين ما ان يصادفهم المرء حتي تكتسب حروف الكلمات بشاشه ودفئا.. فالرجل الذي احتفي به العالم كله وسلطت عليه الاضواء كما لم تسلط علي اديب مصري من قبل, واطلق عليه النقاد الاجانب القابا من قبيل بلزاك مصر وتشيكوف العرب وزولا النيل, والذي طور شكل ولغه الفن الروائي العربي لم ينتبه الغرور قط ولم يغير من عاداته اليوميه ولا جولاته في شوارع المحروسه, وعلي شاطيء نيلها بعد فوزه بجائزه نوبل او عقب تلقيه للتهديدات بالاغتيال عقب ان كفره شيوخ الارهاب.. ظل نجيب محفوظ بدماثه خلقه وادبه الجم وتواضعه الشديد يدا ممدوده مرحبه وهامه جليله, ووجها سمحا ينحني قليلا للامام عند مصافحته لاي شخص او عند مجاهدته لالتقاط الحروف المتلاحقه علي شفاه الاخرين..
سناء صليحه
ثقافه و فنون
- ذكريات (16)
- شخصيتة (11)
- عاداته (7)
- أصداء السيرة الذاتية (6)
- المقاهي (4)
- سعد زغلول (4)
- المجالس المحفوظية (3)
- الحب الاول (2)
14/12/2008
دروس نجيب محفوظ الأخرى
كيف استطاع نجيب محفوظ أن يصل بالرواية إلى هذه المكانة المهيبة والكبيرة؟ هو الموظف الحكومي الذي لم يتفرغ للأدب؟ كيف يحرز رجل غير متفرغ جائزة عالمية يعجز عن نيلها رجال متفرغون؟ كان نجيب محفوظ يلقن الأجيال الجديدة من الكتاب دروسه الأخرى. المقربون من محفوظ يذكرون انه نظم حياته بحيث تصبح الكتابة هي محورها. نظم الكتابة، وجعل لها وقتاً محدداً وقد عابه يوسف ادريس على ذلك. وجعل لكل رواية ملفاً، وجلس ساعات كل يوم لخوض معركة الكتابة. لم يعتمد محفوظ على موهبته فقط، بل اعتمد معها على جهده. وجعل شغله الشاغل أن يكتب. كانت الكتابة بالنسبة له هي الأصل والأشياء الأخرى هي التفاصيل. بدأ محفوظ بذلك يلقن دروسه في الكتابة لأجيال لا تعرف تفاصيل وعادات الكتابة والرواية. لم يعتمد محفوظ على الوحي الذي يهبط على الشاعر، إن صراعه يختلف فهو ليس شاعراً بل روائياً يواجه آلاف الصفحات الفارغة ويملأها ضجيجاً. هكذا أنتجت هذه الخبرة معنى الإخلاص للكتابة والولاء لها: لكن هذا درس واحد من دروس نجيب محفوظ الأخرى.
ما الدروس الأخرى؟
نجيب محفوظ ظل مثقفاً منحازاً للناس ولم يلوث حياته بعطايا السلطة وصدقاتها ومنحها ومقاعدها ووعودها وهداياها. ولا أحد يستطيع أن يتجاهل صعوبة الانسياب والانعطاف بعيداً عن رغبات السلطة وأهدافها في مجتمع تدور فيه صراعات شتى. ظل نجيب محفوظ زهاء قرن ذلك الموظف البسيط الذي يكتب عن الناس، ويتحاشى أن يكون أداة في يد احد. ظل حراً فيما يكتب بعيدا عن تأثير الأهواء الشخصية والرغبات والملذات الخاصة التي عصفت بالكثير من المواهب وحولتهم إلى ندل وخدم للسلطة، وفي أضعف الأحوال جعلت من كتاباتهم كذبة مستمرة متلونة لا صدق فيها ولا خيال. من ذلك كتب نجيب محفوظ تحت لهب النفس والروح الخلاقة الإنسانية التي تنشد إصلاح العالم والانحياز للخير والمنفعة العامة. كتب بدمه، وشعرنا بحرارة دمه على الورق، ونزف حزناً وألماً وفرحاً في حالات مختلفة. كانت مصر في أحشائه قبل كل شيء. وكان الناس دائه، وكانت الكتابة دواءه. ومثل المعري الذي بسط وقته للعلم والتأليف عاش زاهداً في الدنيا طالباً الكتابة. ربما هذا ما جعل من نجيب محفوظ شخصية تاريخية اجتمعت فيها شمائل كثيرة لم تلتق عند كاتب واحد
محمد عبد الملك
جريد ة الوطن البحرينية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق