
لم يبق من مقهى ريش, في القاهرة, أشياء كثيرة, مما كان في العهود التي شهدت حضور نجيب محفوظ وسط ذلك المكان, فقد شاء أصحاب المكان أن يدخلوا تغييرات عديدة, وحديثة, ربما بدلت كثيرا من المعالم التي كانت تميز ذلك المقهى الشهير, الذي ارتبط باسم الروائي الكبير, في واحدة من الاستثناءات النادرة في التاريخ
وقد لا يتمكن الزائر العجول العابر من تلمس آثار الرجل, أو لا يستطيع السائح المتفرج أن يلتقط الصور الصالحة لألبوم الذكريات.غير أن من يعرف نجيب محفوظ الروائي, سيكون على يقين من أن التغييرات في معالم الأمكنة ليس بوسعها أبدا أن تمحو التاريخ الحي . فاسم ريش سيظل يقتات, إلى الأبد, حتى لو تهدم المكان, وأزيل البناء من الوجود, من اسم الروائي الأكبر في الأدب العربي, ومن ثنايا رواياته, التي تردد فيها ريش, مثلما ترددت أسماء مقاه أخرى مثل" جروبي", زرناها, وافترضنا لوهلة أننا جماعة من الشخصيات المحفوظية التي جلست هناك ذات يوم. لكن المقاهي لم تكن سوى فرصة للشخصيات والأحداث, والحقيقة أن القاهرة بأكملها كانت مكانا لوجودها
ورحل نجيب الرواية العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق