
علي الرغم من ان اديبنا الكبير الراحل نجيب محفوظ غاص بشكل لم يسبقه اليه احد من قبل في اعماق الحاره المصريه وواقع المجتمع علي مدي القرن العشرين فان هاجسه الاكبر كان هو المستقبل. فقد تصور الفقيد العظيم صوره لمصر المستقبل, حاول من خلال اعماله ان يرسمها علي الورق ليقراها المصريون جميعا وحبذا لو تكاتفت جهود المصريين لبناء مصر الجديده بالصوره التي ارادها نجيب مصر. عندها سيكون هذا اكبر تكريم له لكنه سيكون ايضا اعظم خدمه يسديها المصريون لبلادهم لان رويه نجيب محفوظ لمستقبل مصر هي الكفيله بوضع هذا البلد العظيم في المكانه التي يستحقها.
ماهي رويه نجيب محفوظ؟ لقد نثر الكاتب الكبير بذور هذه الرويه في ثنايا اعماله الروائيه العديده التي عبرت عن مصر والمصريين خلال المائه عام الماضيه, كما لم تعبر الدراسات التاريخيه وكتابات المورخين بحيث اصبح محفوظ وبحق هو مقريزي او جبرتي مصر في القرن العشرين.
واول عناصر هذه الرويه المحفوظيه ان مصر بلد متسامح مع نفسه ومع الاخرين وان ذلك من اهم الاسهامات التي قدمتها مصر للعالم ولذلك, فان التسامح يجب ان يكون عنوان العلاقه بين المصريين جميعا دون تمييز. ثم ان مصر لا مستقبل لها دون ان تكون ليبراليه ديمقراطيه يتمتع ابناوها بالحريه السياسيه وتكون لديهم القدره علي اختيار حكامهم. وهذه الحريه هي شرط اساسي ولازم للابداع والتقدم. وفي هذا العنصر, فان نجيب محفوظ ظل ابنا مخلصا لقيم الليبراليه التي تربي عليها في اجواء ثوره1919 وما بعدها والتي بنت خلالها مصر نهضتها التي قامت علي اكتاف نخبه غير مسبوقه او لاحقه من المفكرين والادباء والكتاب والعلماء.
العنصر الاخر الاهم في رويه نجيب محفوظ هو اهتمامه الشديد والعميق بالعلم واهميته في تقدم الامم, والعلم الذي عناه الاديب الراحل لم يكن مجرد النظريات والتقنيات علي اهميتها ولكن التعامل مع كل قضايا المجتمع بشكل علمي منهجي وان يكون هذا العلم هو رائدنا في التعامل مع كل ما يدور في حياتنا, وقد اوضح الكاتب الكبير هذه الرويه في عده اعمال شهيره
قضايا و اراء
راي الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق