انه نجيب محفوظ.. واحد من اولئك البشر الذين ما ان يصادفهم المرء حتي تكتسب حروف الكلمات بشاشه ودفئا.. فالرجل الذي احتفي به العالم كله وسلطت عليه الاضواء كما لم تسلط علي اديب مصري من قبل, واطلق عليه النقاد الاجانب القابا من قبيل بلزاك مصر وتشيكوف العرب وزولا النيل, والذي طور شكل ولغه الفن الروائي العربي لم ينتبه الغرور قط ولم يغير من عاداته اليوميه ولا جولاته في شوارع المحروسه, وعلي شاطيء نيلها بعد فوزه بجائزه نوبل او عقب تلقيه للتهديدات بالاغتيال عقب ان كفره شيوخ الارهاب.. ظل نجيب محفوظ بدماثه خلقه وادبه الجم وتواضعه الشديد يدا ممدوده مرحبه وهامه جليله, ووجها سمحا ينحني قليلا للامام عند مصافحته لاي شخص او عند مجاهدته لالتقاط الحروف المتلاحقه علي شفاه الاخرين..
سناء صليحه
ثقافه و فنون
- ذكريات (16)
- شخصيتة (11)
- عاداته (7)
- أصداء السيرة الذاتية (6)
- المقاهي (4)
- سعد زغلول (4)
- المجالس المحفوظية (3)
- الحب الاول (2)
11/09/2011
تذكير ضرورى.. فى ذكرى محفوظ
لقد مرت ذكرى رحيل نجيب محفوظ دون احتفاء يذكر، فمصر الآن مشغولة بما يدور فيها
بعد ثورة عارمة كتلك التى بدأ بها حياته صبيا، وعاش يلهج بالثناء عليها طيلة حياته، أعنى ثورة 1919. مصر الآن غارقة فى بلبال ثورة 25 يناير التى تجسدت فيها القيم النبيلة التى أمضى عمره فى تكريسها والذود عنها فى أعماله الإبداعية، والتحذير من العواقب الوخيمة لغيابها: قيم الحق والخير والعدل الاجتماعى والحرية والكرامة الإنسانية. وهى القيم التى انطلقت منها شعارات الثورة الأساسية: كرامة، حرية، عدالة اجتماعية. لذلك فإن التذكير بنجيب محفوظ وبمسيرته فى ذكراه الخامسة ضرورى، فما أشبه الليلة وتكاثف الظلمات فى أفقها بالبارحة. إنه ضرورى فى زمن يملأ فيه كل من أفتى أحد تياراتهم (وقد تنوعت الآن وتعددت) بقتله الصحف والقنوات التليفزيونية ليل نهار بخطاب طويل عريض يستهدف الالتفاف على رقبة الثورة حتى خنقها. ضرورى كى نستخلص دروس ما جرى له، ونستفيد منها فى مواجهتنا الشرسة لأعداء الثورة الذين رفعوا رايات السعودية فى ميدان التحرير، بينما يرفع الثوار رايات مصر فى إسبانيا واليونان. ضرورى فى مواجهة من يطالبون الآن «الولايات المتحدة» (كذا: صدق أو لاتصدق، بل اضحك ملء شدقيك) بالإفراج عمن أصدر الفتوى التى قادت للاعتداء الآثم عليه. وإذا كان نجيب محفوظ قد عانى من أعداء قيم العقل والعدل والحرية، فإن الثورة الآن تعانى هى الأخرى من الذين لم يشاركوا فيها، ويسعون الآن للانقضاض عليها، واقتطاف ثمارها. إننا الآن فى أشد الحاجة إلى تذكر سيرة الرجل وما جره عليه حبه الدائم لليبرالية والعلمانية والعقلانية وغيرها من القيم التى تعانى الآن من هجمة شرسة من قوى التخلف والظلام المدعومة بأموال النفط، وأفكار الوهابيين، وسموم المؤامرات الأمريكية وفرانكشتاينها
بقلم:
صبرى حافظ
12/12/2010
حكمة الحياة ... كتاب يلخص فلسفة نجيب محفوظ
تتعدد التفسيرات النقدية لآراء وأعمال الروائي المصري نجيب محفوظ وفقا لأيدولوجيات النقاد وميولهم التي ربما ذهبت بعيدا عن النص وحملته ما لا يحتمل، ولهذا تظل الأعمال نفسها هي الفيصل لمن أراد معرفة فلسفة الكاتب الذي ما يزال العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الآداب
الكتاب
ويكتسب كتاب "حكمة الحياة.. مختارات وحكم وتأملات من أعمال نجيب محفوظ" أهميته من إنعاش ذاكرة قارئ مضى عليه زمن لم يُعد فيه قراءة أعمال محفوظ، كما يلخص فلسفته لمن لم تتح له فرصة قراءة أعماله الغزيرة التي تزيد على خمسين رواية ومجموعة قصصية
يرى محفوظ أن الدين عظيم لكن حياتنا وثنية، ويشير إلى أن الدنيا بلا أخلاق ككون بلا جاذبية، ويؤكد أن الحياة بحاجة إلى جرعات من التصوف وبغير ذلك لا تصفو الحياة
والقيمة الأبرز للكتاب الذي أعدته المصرية علية سرور أنه يقرب المسافة بين أعمال محفوظ والقارئ، وهي مسافة ربما تصنعها تأويلات لا يكون المؤلف بالضرورة مسؤولا عنها، لكن بعض القراء يحملونه نتائجها
ويقع الكتاب في 152 صفحة صغيرة القطع وصدر عن دار الشروق في القاهرة بمقدمة لنجيب محفوظ قال فيها "إن الكتاب ملخص مثير لأفكاري ونظرتي إلى العالم على مدى ستين عاما من الكتابة".
الحرية ومعنى السعادة
ويبرز إيمان محفوظ (1911-2006) بقيم عليا أولها الحرية والمساواة، فيقول في "أصداء السيرة الذاتية" التي كتبها في تسعينيات القرن الماضي إن "أقرب ما يكون الإنسان إلى ربه وهو يمارس حريته بالحق
وتبدو قيمة التسامح في أقوال كثيرة منها "عسى أن يختلف اثنان وكلاهما على حق كما جاء في رواية ميرامار
وعن رحلة الحياة يقول في رواية الحرافيش التي ألفها عام 1977 إن السعداء حقا من لا يعرفون الشيخوخة
الطابع الرمزي
اكتشف محفوظ بعد سبع سنوات من ثورة 1952 أن للواقع
الجديد أخطاءه، فكتب رواية "أولاد حارتنا" وما تلاها من أعمال ذات طابع رمزي يجسد فيها فلسفة الشك والبحث عن يقين ومعنى للحياة في روايات "اللص والكلاب" و"السمان والخريف" و"الطريق والشحاذ" و"ثرثرة فوق النيل" و"ميرامار"
العيش بإيجابية
وفي "السكرية" يقول "إذا لم يكن للحياة معنى فلم لا نخلق لها معنى، ربما كان من الخطأ أن نبحث في هذه الدنيا عن معنى بينما أن مهمتنا الأولى أن نخلق هذا المعنى
وفي "ثرثرة فوق النيل" يرى أن إرادة الحياة هي التي "تجعلنا نتشبث بالحياة بالفعل ولو انتحرنا بعقولنا"
وفي رواية "يوم قتل الزعيم" يقول إن "الحياة فصول ولكل فصل مذاقه وطوبى لمن أحب الدنيا بما هي دنيا الله"
وفي "السمان والخريف" يتمنى أن تكون للإنسان أكثر من حياة "نحن في حاجة إلى أن نعود للحياة مرارا حتى نتقنها"
توقف محفوظ عن الإنتاج الأدبي لسبع سنوات عقب ثورة 1952، بعدها خبر الثورة وعرف إيجابياتها وسلبياتها، لكن القبضة الحديدية التي حكمت بها مصر آنذاك ألجأته إلى الرمز للتعبير عن أفكاره
"
مسيرة البشرية
وفي "ثرثرة فوق النيل" يستعرض محفوظ مسيرة البشرية منذ فجر التاريخ ليصل إلى أن الإنسان واجه قديما العبث وخرج منه بالدين، وهو يواجهه اليوم فكيف يخرج منه؟
ولكن محفوظ سبق أن سجل في السكرية مقولة "العلم سحر البشرية ونورها ومرشدها ومعجزاتها وهو دين المستقبل"
فلسفة الموت
ويطل الموت بإلحاح في أعمال محفوظ الذي تخرج عام 1934 في قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة الآن)
ويقول في "زقاق المدق" الصادرة عام 1947 "إن الإنسان ليعيش كثيرا في دنياه عاريا، أما عتبة القبر فلا يمكن أن يجوزها عاريا مهما كان فقره".
فالموت في رأيه ليس نهاية المطاف إلا للميت الفرد، أما بالنسبة للجماعة فيقول في "أولاد حارتنا" على لسان أحد الأبطال إن "الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة". وفي موقف آخر يقول "لن تتاح لكم الحياة ما دمتم تخافون الموت"
وفي الرواية نفسها يكاد الكاتب يلخص ما آلت إليه الأمور قائلا إن "ديننا عظيم وحياتنا وثنية"
وهذه الازدواجية انتقدها محفوظ في كثير من أعماله إذ كان يدعو إلى دور للحياة الروحية، ففي "السمان والخريف" يقول إن "الحق أن جميع البشر في حاجة إلى جرعات من التصوف، وبغير ذلك لا تصفو الحياة". وفي "اللص والكلاب" يرى أن "الدنيا بلا أخلاق ككون بلا جاذبية
الجزيره.نت
11/12/2010
الرجل الذي عاش ألف سنة
مات ولا زال حيا كآلاف الموتي الاحياء الذين قدموا للعالم أعظم الانجازات وأفضل الاختراعات والابتكارات ، وهناك مليارات من الأحياء الموتي يمرون في الحياة ولا يشعر بهم أحد لأن اهتماماتهم لا تتجاوز ذواتهم . أما نجيب محفوظ فقد كان طيفا نادر المرور علي العقل المصري والعربي بفلسفته وحسه ووعيه وأدبه وانخراطه بمكنونات الوطن وذوبانه في جغرافيا مصر وسياحته في تاريخها .
وبمعني آخر فإنه رجل لا يتكرر ، أو قلما يحدث أن يفلت مثله الي عالم الضوء في مصر . عاش حياة بسيطة أقرب في نصفها الأول الي الفقر والتقليدية ، لا يدخل معارك مباشرة مع أحد ويضع جل اهتمامه في قلمه ولا يسعي لشهرة أو مال أو مكانة وانما يعلم أن تلك النجوم تأتيه مقدمة شارات الولاء والخضوع . وقد كان .
وفدي ، ليبرالي ، تقدمي ، ينشد العدالة ويكره السلطة ويرفض أي سيطرة علي العقل ، ويتدرج من الشك الي الالحاد الي الايمان اليقيني . يفتح خزائن أصدقائه وجالسيه ليترجم مصر ويقدمها الي العالم لحما ودما وأحداثا وحكايات تعبر عن واقع البلد وسكانه وحياتهم اليومية . هو رجل عاش وسيعيش ألف سنة مما نعد لأنه قرأ الماضي وحلل الحاضر وتنبأ بالمستقبل وقدم وصفا حقيقيا لهذا البلد .
حياة بسيطة وأعمال مبهرة
ولد نجيب محفوظ في أسرة متوسطة في القاهرة عندما كانت مستعرة بتيارات سياسية متنوعة تبحث عن أي نافذة للاستقلال والخروج من سيطرة القبضة البريطانية ، وبعد عامين فقط من وفاة زعيم الشباب المحبوب مصطفي كامل . قضي الاديب العالمي سنواته الاولي في ظل حراك سياسي لم تشهده مصر طوال تاريخها ورأي بعينيه مظاهرات الطلبة والعمال والنساء المطالبة بالاستقلال وشاهد كيف أحب الناس سعد زغلول كما لم يحبوا أحدا في تاريخ مصر وكيف كان اسمه يطرب الاذان ويخطف القلوب . في جامعة القاهرة اختار محفوظ الفلسفة ليدرسها ويحرر فيها عقله من قيود الماضي واغلال الحاضر بعد سنوات قليلة من أزمة كتاب »الاسلام ونظام الحكم« للشيخ علي عبد الرازق ، وكتاب »في الأدب الجاهلي« لطه حسين . كانت سنوات الثلاثينيات من القرن الفائت مفعمة بالحركات التحررية والافكار الرافضة للحدود والقيود وظهر مفكرون عديدون دعوا الي التغريب والالحاد واللادينية وكان الشاب اليقظ يشهد ذلك بعقل مفتوح وقلب مشتعل بالحب والنقاء .
مصطفي عبيد_ الوفد
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)